كان لسعيد بن المسيب ابنة خطبها الخليفة عبد الملك بن مروان لابنه الوليد بن عبد الملك المرشح للخلافة بعد أبيه فرفض هذا العالم الكبير , فأغراه بالمال فما استجاب وهدده فلم يخش منه ..
وكان عبدالله بن أبي وداعة من تلاميذ الشيخ فجاءه ذات يوم وقد غاب عنه أياماً فقال سعيد : أين كنت؟
قال: توفيت زوجتي فاشتغلت بها.
قال سعيد: هلا أخبرتنا فحضرنا جنازتها.
وفي نهاية المجلس قال له سعيد : هل استحدثت امرأة غيرها ؟
قال عبدالله: يرحمك الله ومن يزوجني ؟! و لا أملك إلا درهمين أو ثلاثة !
قال سعيد: أنا.... قال : وتفعل ..... قال سعيد : نعم
فدعا سعيد نفراً من الأنصار فلما جاءوه حمد الله وصلى على النبي و زوَّجَه على ثلاث دراهم
ثلاث دراهم مهر البنت التي أرسل الأمير يخطبها لولي عهده بوزنها ذهباً لو شاءت.
وذهب عبدالله إلى بيته وكان صائماً فأفطر خبزاً وزيتاً و سمع طرقاً بالباب ففتح فوجد سعيداً فقال : لو أرسلت ل لآتيتك.
قال: لأنت أحق أن تؤتى إنك كنت رجلاً عزباً فتزوجت فكرهت أن تبيت هذه الليلة وحدك وهذه امرأتك !
وانحرف شيئاً فإذا العروس قائمة خلفه مستترة فدفعها إلى الباب وسلم وانصرف
قال عبدالله: ثم دخلت بها فإذا هي أجمل الناس وأحفظهم لكتاب الله تعالى وأعلمهم بسنة الرسول وأعرفهم بحق الزوج وإن كانت المعضلة وهجز الفقهاء عنها فأجدها عندها فأسألها علمها.