باسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين
التميز..
كلمة رنانة لها على القلب وقع وعلى الجوارح أثر..
التميز..
أمر يرغبه الجميع ولكن لا يسعى له إلا ذوي الهمم العالية الذين أيقنوا أن دروب العلا كثيرة الوحشة قليلة الأنس لا يرتقي في مدارجها إلا المتميزون حقا.
تتفاوت الهمم في السعي إلى التميز ، وتتفاوت أيضا في نوع التميز الذي تريد،
فمن هي المتميزة ؟؟
وهل هي حقا متميزة ؟؟
تعالي أسامرك وأحدثك عنها فلها من التميز نصيب الأسد،، إنها متميزة بدينها القويم..بعقيدتها الراسخة..بإيمانها الذي فاضت به جوانحها ..بمبادئها الثابتة في زمن الفتن..بقيمها الصامدة في وقت تنازل فيه الكثير عن الكثير ، متميزة بحجابها..
بلباسها..بعلمها..فإن لم تكن هي المتميزة،، فمن تكون؟؟!
أكرم بها حين ثبتت ثبات الجبال الراسيات والتزمت منهاج ربها في زمن الشهوات ، فطرق الجنان محفوفة بالمكاره أما النقيض فهي محفوفة بالشهوات .
هنيئا لها تلك العقيدة الراسخة التي ضمها قلبها الغض الندي حين لم ترض لقيمها ومبادئها المستقاة من منهل القرآن الكريم ومورد السنة النبوية أن تتزعزع ، حتى ولو تخلى الكثير ممن حولها إلا أنها تظل ثابتة شامخة ،، فيالله ما أبهى تميزها..
هنيئا لها ذلك الحجاب النوراني الذي لف جسدها بكل عزة وإباء ، فلم ترض لسواده البهي أن يتبدل ولو بخيوط صغيرة لتغدو به درة مكنونة وجوهرة مصونة، ولم ترض له مكانا إلا فوق رأسها مهيبا رائعا، فهل سمعنا بتاج يوضع على الكتفين ؟؟
فهي تعلم أنها بحجابها على ثغرة من ثغور الإسلام وليست أي ثغرة،، أسمعتم عن قول أحد المنصرين حين قال: لن ننتـصر على الإسلام حتى نخلع حجاب المرأة ونغطي به القرآن ،
فيالله أأهني فيها تلك العزة الأبية حين أبت لحجابها إلا أن يكون متوجا بهيا على
رأسها ؟؟!
أم أهني فيها تلك العقيدة الراسخة والمبادئ الثابتة التي منهلها كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام حين رفضت أن يدنس حجابها ضروب التطور والموضة وصمدت في وجه دعاة العلمنة والتغريب حتى ولو وصموها بالتخلف والرجعية؟؟!!
متميزة بلباسها .. فلم ترض للباسها الساتر الأخاذ أن تمتد إليه أيدي الموضة أو تتلاعب به دور الأزياء ، بل سارت عفيفة لم تبدله ببنطال ولم تغير من طوله،فهنيئا لها هذا التميز البهي وهذا الثبات أمام ما يزلزل الراسيات.
بل إن متميزتنا ارتقت مدارج العلا بهمتها وصعدت سبل الأفذاذ والعلماء، فمضت تنهل من العلم الشرعي الذي يزكي النفوس ويطهر القلوب،وبه تأنس الحياة وتبتهج الروح،مضت ترد من منبعه الفياض أجل العبر وأعظم المواعظ.
هكذا أنت أيتها المتميزة وهكذا نحن دوما نريدك متميزة ، ترتقين معارج التميز،موردك العذب كتاب الله عزوجل ومنهلك الصافي سنة نبينا صلى الله عليه وسلم،تمضين في طريقك تحفك رفقة صالحة تسيرون سوية في دروب الأفذاذ ،، فأنتم أمل الأمة وفجرها المرتقب الذي وإن طال ليله إلا أنه سيبزغ بإذن الله بالنصر ليبدد كل ظلمات الدياجي..
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
أختاه قد تلقين ظيما أو أذى *** فثقي بربك واصبري لعداك
فالإبتلاء يزيد دينك قوة **** والمسلمات صبرن قبل لذاك