اخوتى واخواتى في الله
احييكم بتحية الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
التقى معكم في موضوع مهم جدا لشبابنا قبل شيوخنا
فالزهد في الشباب اكثر نفعا وثوابا من الزهد في الشيخوخة
الزهد والشخص بكل قواه وحبه للدنيا افضل الف مرة من شيخ مل الدنيا وما بقى من الدنيا شئ يزهد فيه
لهذا اتقدم وانا الشيخ الكبير للشباب المسلم المؤمن الموحد بالله ربا وبالاسلام دينا بهذا الموضوع الا وهو الزهد
عن ابى العباس سهل بن سعد الساعدى رضى الله عنه قال " جاء رجل الى النبى صلى الله عليه وسلم فقال :يا رسول الله دٍلنى على عمل إذا عملته أحبنى الله وأحبنى الناس ، فقال : ازهد في الدنيا يحبك الله وازهد فيما عند الناس يحبك الناس "حديث حسن رواه بن ماجه
ففى صحيح مسلم عن جابر رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم " مر بالسوق والناس كنفيه (مكتنفوه) فمر بحدى أسك ميت ، فتناوله فأخذه باذنه فقال :ايكم يحب أن هذا له بدرهم ؟ فقالوا ما نحب انه لنا بشئ وما نصنع به ؟قال : اتحبون ان يكون لكم ؟ قالوا: والله لما كان حيا لما رغبنا فيه ، لانه اسك فكيف وهو ميت ؟
فقال : والله للدنيا اهون على الله من هذا عليكم "
وقال صلى الله عليه وسلم : " ما الدنيا في الآخرة إلا كما يجعل أحدكم أصبعه في اليم فلينظر بما يرجع "
ومعنى الزهد غي الشئ الإعراض عنه لاستقلاله واحتقاره وارتفاع الهمة عنه . يقال شئ زهيد أي قليل حقير .
وليس الزهادة في الدنيا بتحريم الحلال ولا اضاعة المال ..
ولكن الزهادة في الدنيا ان تكون بما في يد الله اوثق منك بما في يدك ، وان تكون حالك في المصيبة حالك إذا لم تصب بها سواء ، وأن يكون مادحك وذامك في الحق سواء .
ففسر الزهد في الدنيا بثلاثة اشياء كلها من اعمال القلوب لا من اعمال الجوارح .
ولهذا قال احد العارفين :لا تشهد لأحد بالزهد فإن الزهد في القلب
1- ان يكون العبد بما في يد الله اوثق منه بما في يد نفسه ، وهذا ينشأ من صحة اليقين وقوته ، فإن الله سبحانه وتعالى ضمن أرزاق عباده وتكفل بها كما قال تعالى _ وما من دابة في الارض الا على الله رزقها ، وقال تعالى _ وفى السماء رزقكم وما توعدون ، وقال تعالى _فابتغوا عند الله الرزق واعبدوه .
فقد قيل لابن حزم الزاهد .. اما تخاف الفقر؟ فقال : انا اخاف الفقر ومولاى له ما في السموات والأرض وما بينهما وما تحت الثرى؟
وقال عمار رضى الله عنه : كفى بالموت واعظا وكفى باليقين غنى وكفى بالعبادة شغلا .
2- ان يكون العبد إذا اصيب بمصيبة في دنياه من ذهاب مال او ولد او غير ذلك أرغب في ثواب ذلك مما ذهب منه من الدنيا ان يبقى له ، وهذا ايضا ينشأ من كمال اليقين .
وقد روى عن ا بن عمر عن النبى صلى الله عليه وسلم كان يقول في دعائه " اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به حبك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا " وهو من علامات الزهد في الدنيا وقلة الرغبة فيها
3- ان يستوى عند العبد حامده وذامه في الحق وهذه من علامات الزهد في الدنيا واحتقارها وقلة الرغبة فيها .
فإن من عظمت الدنيا عنده اختار المدح وكره الذم فربما حمل ذلك على ترك كثير من الحق خشية الذم وعلى فعل كثير من الباطل رجاء المدح
فمن استوى عنده حامده وذامه في الحف دل على سقوط منزلة المخلوقين من قلبه وامتلائه من محبة الحق وما فيه رضا مولاه .
كما قال بن مسعود رضى الله عنه "اليقين ان لا ترضى الناس بسخط الله .
وفي النهاية
" اتى رجل النبى صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله من ازهد الناس ؟ فقال صلى الله عليه وسلم : من لم ينسى القبر والبلى وترك زينة الحياة الدنيا وآثر ما بقى على ما فنى ولم يعد غدا من ايامه وعد نفسه من الموتى "
ووصف بعض السلف الدنيا
(وما هى الا جيفة مستحيلة *** عليها كلاب همهن اجتذابها
فإن تجتنبها كنت سلما لاهلها *** وإن تجتذبها نازعتك كلابها